✍️ كتب / ليان صالح
هناك أشخاص لا يكتبون انتماءهم بالحبر، بل بالعمل والوفاء، وتفوح من كلماتهم رائحة التراب الذي أحبّوه حدّ الإيمان… ومن بين هؤلاء، يسطع اسم الأستاذ سمير الحييد، رجلٌ حمل الجنوب في قلبه، كما تُحمل الروح في الجسد، لا يفارقه حنينه، ولا يخبو ولاؤه مهما تغيّرت الأزمنة.
في حضرة سمير الحييد، تشعر أن الوطن ليس مجرد أرضٍ تُسكن، بل إحساسٌ يسكنك، وأن الجنوب ليس اتجاهاً على الخريطة، بل نبضاً في القلب لا يتوقف.
كل حرفٍ ينطقه، وكل خطوةٍ يخطوها، تهمس باسم الجنوب، وتُعلن للعالم أن الوفاء ما زال حيّاً بيننا، يتجسد في رجالٍ آمنوا بأن تراب الوطن أغلى من الحياة نفسها.
في كلمته الأخيرة بأبين، لم يكن الحييد يخطب… بل كان يناجي الجنوب كعاشقٍ يحدّث محبوبه، بكلماتٍ غمرها الصدق، ودفء الإيمان، وعطر الإخلاص. تحدث عن أبين كما تُروى الأسطورة، وعن الجنوب كما يُروى الحلم الذي صار يقينًا.
أبين التي يعرفها، ليست فقط جغرافيا، بل قلب الجنوب النابض بالشموخ، وسِفر البطولة الممتد من رمالها حتى جبالها.
ومن هناك، من أرض الوفاء، رفع الحييد صوته المليء بالعزة، مؤمنًا أن علم الجنوب سيبقى خفّاقًا، وأن الشمس ستشرق قريبًا على دولةٍ مستقلة، حرة، وبهية.
إلى الأستاذ سمير الحييد نقول:
لقد نذرت نفسك لطريقٍ لا يسلكه إلا المخلصون، ومضيت بخطى الواثق بأن ما يُزرع بالإيمان، سيُثمر حريةً وكرامة.
نمضي خلفك بفخر، لأنك لست مجرد قائدٍ… بل قلبٌ جنوبيّ يخفق بالحب والوفاء.
✍️ كتب / ليان صالح